نذرت نذرًا إن وفيت به استنفذت ربحي

السؤال: عندي مشكلة ولم أجد لها حل…..

ندي موقع الكتروني أعرض فيه إعلانات لشركات وأفراد مقابل أجرٍ شهريٍّ معيّنٍ عن كل إعلان… وقد نذرت لله سبحانه و تعالى أنه إذا تحقق مرادي فإنني كلما ((أقوم بعملية تحديث للموقع)) أتبرع للفقراء بما أكسبه من الموقع من أجور لمدة شهرين متتاليين ((أي كلما أحدّث الموقع و لو لمرة واحدة فإن الوارد الشهريّ من الأجور الذي يأتيني من الإعلانات لمدة شهرين متتاليين أتبرّع به كله للفقراء))… علمًا أن عملية التحديث للموقع قد تحصل مرة بالشهر أو مرّة بالأسبوع أو مرّة باليوم أو أكثر… و هذا يعني أنني لو حدّثت الموقع مرّة واحدة في يوم واحد أو في أسبوع أو في شهر واحد فهذا يعني أنني أدفع الوارد الذي أكسبه لمدة شهرين متتاليين كله للفقراء، ولو حدّثت الموقع مرتين في يوم واحد أو أسبوع واحد أو شهر واحد فإنّني أدفع الوارد الذي أكسبه لمدّة أربعة أشهر كله للفقراء، ولو حدّثت الموقع ثلاث مرات في اليوم أو الأسبوع أو الشهر فإنني أدفع الوارد الذي أكسبه لمدة ستة أشهر كله للفقراء وهكذا… و هذا يعني ((أنّني لا أستطيع أن أكسب أي شيء من الموقع الإلكتروني)) لأنه سيذهب كله للفقراء…. علمًا أن عملية التحديث تشمل تغيير ألوان الموقع أو إضافة خدمة للموقع أو إضافة أخبار أو مقالات وغيرها من التحديثات والخدمات التي قد تحصل نتيجة للتقدم التقني والتكنولوجي المستمرّ….. فماذا أفعل:

1 – هل أغلق الموقع الالكتروني وأبحث عن عمل آخر؟ علمًا أنّني مستعدٌّ لإغلاق الموقع الإلكتروني والبحث عن عمل آخر على الرغم أنّني ((ليس لديّ عمل)) آخر حاليًّا؟

  1. – هل أدفع كفارة واحدة عن هذا النذر؟
  2. – هل أدفع كفارة واحدة عن هذا النذر أم ((أدفع كفارة عن كلّ عملية تحديث للموقع))؟

أم أن هنالك حلّ آخر؟ علمًا أنّه نذر واحد….. النذر كان كالآتي ((نذر لله علي إذا نجحت بالامتحانات فإنني أدفع الوارد الذي أكسبه من الموقع الالكتروني لشهرين متتاليين كله للفقراء بعد كلّ عملية تحديث للموقع الإلكترونيّ)) …. يعني في نيتي أنّه كلما تحصل عملية التحديث للموقع الإلكتروني أدفع بعدها مباشرة وارد شهرين متتاليين، وإذا حدّثت الموقع الإلكتروني مرتين أدفع وارد أربعة أشهر متتالية، وإذا حدّثت الموقع الالكتروني ثلاث مرات أدفع وارد ستة أشهر كله للفقراء وهكذا ((المشكلة أنّ عمليات التحديث غير معروفة العدد، يعني قد تكون مرة واحدة خلال يوم واحد أو أسبوع أو شهر وقد تكون عشرين مرة خلال يوم واحد أو أسبوع أو شهر أو ثلاثين مرّة خلال يوم واحد أو أسبوع أو شهر…. الخ)) …….

ملاحظة 1: لقد أغلقت الموقع الالكتروني حاليًّا وبشكل مؤقت لعدم قدرتي على الوفاء بالنذر، (ولحين حصولي على الجواب من فضيلتكم).

ملاحظة 2: الشيء الذي نذرت من أجله قد تحقق، والآن وجب عليّ الوفاء بنذري…. علمًا أنّني عندما نذرت لم أكن أعلم أنّ النذر غير مستحب.

وشكرًا جزيلاً وجزاكم الله خير الجزاء وعذرًا على الإطالة

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد

من المتفق عليه بين العلماء جميعًا أن الوفاء بالنذر بأمر فيه طاعة لله تعالى مثل الصدقة، أو الصيام، والصلاة واجب بالكتاب والسنة والاجماع، فمن القرآن مثل قولته تعالى: (وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) [الحج: 29] وقوله تعالى وفي صف المؤمنين الناجين: (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا) [الإنسان: 7]، وأما الأدلة من السنة فأكثر من أن تحصى، منها قول البني صلى الله عليه وسلم: (من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه) رواه البخاري وغيره.

لذلك يجب عليك الوفاء بما التزمت به، ولكن لك الحق أن تغير عملك إلى عمل آخر، ثم إن كانت نيتك متجهة نحو الموقع الموجود لك، فلا حرج عليكم فيما لو غيرت ذلك الموقع إلى موقع الكتروني آخر، وحينئذ لا ينزل عليه النذر الذي خصصته بالموقع القديم.

ونذر الطاعة يشمل ما هو المسنون وكل ما فيه طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وأما نذر المباح فهو خاص بشيء من المباحات الدنيوية مثل أن تقول: لله علي أن أذهب غدًا إلى الجامعة أو للمدينة الفلانية، أو نحو ذلك، فهذا النذر فيه خلاف بين الفقهاء، والذي نرى رجحانه هو أن الناذر بالخيار إما دفع كفارة اليمين، أو الالتزام.

هذا والله أعلم

آخر الفتاوى