السؤال: شيخنا الجليل، السلام عليكم، حفظك الله ورزقك الجنة. أنا أسكن في بيت بالأجرة، وأستطيع أن أدفع الأجرة بدون إشكال، ولكنني لا يمكنني أن أدفع ثمن بيت لأمتلكه، فهل يجوز لي أن أقترض من البنك بالربا؛ لأنني أعيش في الخارج في بلد أوروبي فلقد سمعت بفتوى تبيح ذلك ولكنني لا أدري إن كانت تنطبق علي أم لا؟ بارك الله لكم وفيكم على ما تقدمونه لنا من تنوير للعقول والسلام.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وصحبه ومن تبع هداه وبعد فلا شك أن الربا محرم شرعا حيث لا يجوز الإقدام عليه إلا في حالات الضرورة، ولكن بعض الفقهاء المعاصرين قد أجاز ذلك في البلاد غير الإسلامية حيث استندوا إلى رأي لـلإمام أبي حنيفة – رحمه الله – القائل بجواز أخذ الربا في بلاد الحرب، ولكن رأي الإمام أبي حنيفة -رحمه الله- لا ينطبق على واقع البلاد الغربية فليست هذه البلاد اليوم بلاد حرب حسب المصطلح الفقهي، كما أن فتوى الإمام تختص بحالة الأخذ وليست بحالة الدفع، ولذلك نصيحتي بالابتعاد عن الربا، كما أن نصيحتي للجاليات المسلمة في هذه البلاد أن تخرج من فقه الترخيص إلى فقه التأسيس، وأقصد بذلك أن تبحث جاهدة عن تأسيس المؤسسات الاقتصادية التي تحقق الخير للجميع، فإلى متى تسأل عن الذبح الحلال أو الحلال ربما كان الأمر مختلفًا قبل عدة عقود عندما كانت الجالية قليلة وصغيرة وضعيفة، فكان لها الحق أن تأخذ بالرخص والأقوال الضعيفة، أما اليوم فإن الجالية المسلمة الكبيرة التي يصل أعدادها إلى ملايين فعليها أن تبذل كل جهودها لإنشاء مؤسسات مالية للتجارة، وتمويل العقارات ومؤسسات تقوم بالذبح المشروع؟ فهل كتب الله علينا نحن المسلمين أن نكون مستضعفين في كل البلاد، لا أظن إلا أن الله سبحانه وتعالى كتب للمؤمنين سعادة الدنيا والآخرة، ولكن ذلك مربوط بالأخذ بسنن الله تعالى في النصر والهزيمة والتعمير والبناء، والإبداع.