حكم الرشوة:

السؤال: تقوم بعض الشركات التي نتعامل معها بتقديم بعض الهدايا العينية والمالية في بعض الأحيان، فهل هذا يجوز أخذه مع العلم بأن هذا لا يؤثر على أي شيء في مجال العمل، ولا يؤثر على مجال الأسعار، وتعلل الشركات بأن هناك ميزانية مخصصة لمثل تلك الهدايا ويجب صرفها، أفيدوني أفادكم الله.

الجواب:

فقد شدد الله على الرشوة أنها داء خطير، ومرض عضال، وفساد كبير في الأرض، لها آثارها المدمرة على التنمية الاقتصادية، والتنمية البشرية، وعلى الأخلاق والسلوك.

فما ظهرت الرشوة والفساد المالي والاداري بين أمة أو دولة إلاّ كان ذلك إيذانًا بنهاية هذه الدولة وحضارتها، وبقوة تلك الأمة وارتكاسها، فإن تقارير الأمم المتحدة تشير بأصابع الاتهام إلى أن الفساد الإداري والمالي (الرشوة) هو السبب الأكبر، أو من أهم أسباب تخلف دول العالم الثالث، ولذلك شدد الإسلام في هذه المسألة حتى لعن الرسول صلى الله عليه وسلم كل من له دور في هذا الفساد.

 وبالنسبة للإجابة المحددة على السؤال هو أنه إذا كان هذا مما لا يؤثر على سير العمل وما جرى به العرف التجاري، فهذا لا مانع منه شرعًًا، وإن كان الأحوط ترك ذلك، أما إن كان له تأثير على الأسعار وغيرها فإنه يكون رشوة وهي محرمة، لأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعن الراشي والمرتشي والرائش.

آخر الفتاوى