ما مدى شرعيّة الأنسجة الحيوانية في علاج الصمّام القلبيّ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حضرة الدكتور علي القره داغي حفظكم الله، أحب أن أسأل جنابكم عن مدى شرعية الانسجة الحيوانية ومنها (الخنزير أبعدكم الله من شره) في علاج الصمام القلبي، حيث أنني حجزت في إحدى المستشفيات الألمانية لوالدي الذي يعاني من تكلس الصمام القلبي بدرجة ثالثة، أي أن علاجه هو تبديل الصمام حسب أطبائه هنا في كردستان، ولربما يكون نفس الرأي للأطباء في ألمانيا بعد إجراء فحوصات جديدة له بعد أن نصل هناك خلال هذا الشهر. وقد أخبرنا طبيب هنا بأن تبديل الصمام هناك أنواع مختلفة منها المعدنية ومنها مصنوعة من أنسجة حيوانية، ولربما من أنسجة الخنزير (بعدكم الله من شره)، ولكن حسب رأيه فإن المصنوع من الأنسجة مضمون أكثر ويدوم لمدة طويلة، وأما المعدنية فلها آثار جانبية أكثر ومدة صموده أقل، وفي كل الأحوال سوف ننتظر رأي الأطباء المختصين في ألمانيا حول ذلك أيضًا، لكني أبعث لجنابكم هذه الرسالة والتي أتمنى الإجابة عليها بالسرعة الممكنة، حيث لم يبق لنا وقت طويل للسفر، ولربما يخيروننا في اختيار نوع الصمام بسرعة، فهل يجوز اختيار الصمام المصنوع من الأنسجة الحيوانية لو كان رأي الأطباء هناك أيضًا تبديل الصمام، وأن المصنوع من الأنسجة الحيوانية أنجح، ويعطي نتائج جيدة أو أن اختيارها غير صحيح شرعا؟ مع تمنياتنا لكم بالصحة والعافية.

الجواب:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد

ففي هذه المسألة الحكم الشرعي كالآتي:

1- السعي الجاد أولاً لاستعمال الصمام المصنوع من المباح مثل الصمام المعدني، أو الحيواني المباح.

2- أما إذا لم يحقق السابق الغرض المنشود حسب رأي الأطباء المتخصصين في القلب فلا مانع شرعًا من استعمال الصمام المصنوع من أنسجة الخنزير، لأن هذا داخل في باب الضرورات أو الحاجيات التي تنزل منزلة الضرورة، فقد سمح الرسول صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة واسمه عرفجة بأن يتخذ مكان أنفه المقطوع أنفًا من الذهب، والحديث رواه ابن حبان في صحيحه (5462) وغيره، وحسنه الكثيرون.

 ومن المعلوم أن الذهب حرام على الرجال، ومع ذلك أجازه الرسول صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل للحاجة، ولا شك أن موضوع القلب أقوى.

والله أعلم

أ.د. علي محيى الدين القره داغي