حكم العمل في تصميم شخصيّات ثلاثيّة أبعاد

السؤال: ما حكم العمل في تصميم الشخصيات ثلاثية الأبعاد لوضعها في ألعاب اسلامية هادفة؟

بعد كثرة الألعاب ثلاثية الأبعاد الأجنبية والسيئة الهدف والمضمون التي يلعبها أطفالنا، وتأثيرها السلبي الكبير عليهم من مختلف النواحي، بسبب اهتمامهم الكبير باللعب والتسلية وعدم التفات الأهل لما يلعب أولادهم من ألعاب مدمرة لفكر الطفل الاسلامي، أطمح لتصميم لعبة إسلامية تربوية هادفة تكون بديلاً عما يلعبه أطفالنا الآن من ألعاب الشعوذة والسحر وحروب المرتزقة والعصابات وقتل المسلمين التي بدأ تطور تصميمها منذ عام 1995.

أمثلة:

حروب المرتزقة والعصابات – GTA

السحر والشعوذة والخيال اللامحدود – Final Fantasy

قتل المسلمين في معارك محاكية للواقع – Battle Field

الشيطان قد يبكي (شخصية اللعبة نصف شيطان ونصف بشر ويحارب الشياطين – والده شيطان

 وأمه بشر) – Devil May Cry

الرعب والظلام – Resident Evil , Silent Hill , Alone in the Dark

هذه أمثلة بسيطة جدًّا عن الألعاب التي يلعبها أولادنا اليوم، والتي هي بأقل وصف مدمرة لتعاليم ديننا الحنيف وفكر أبنائنا.. حيث أن الطفل أو صغير السن هو كالصفحة البيضاء تكتب بها ما تشاء.. لذلك وضعت هدفًا لحياتي بتصميم البديل بلعبة إسلامية هادفة وتربوية تنمي فكر أطفالنا وتوجههم لما يفيدهم في مستقبلهم.

أنا الآن أرسم وأتدرّب على البرامج ثلاثية الأبعاد لهذا الهدف، وبدأت برسم شخصية واحدة وأوشك أن أنهيها، لكني توقفت لأني أريد أن أعلم الحكم الشرعي في حلمي وهدفي الذي أريد تحقيقه، فأنا لم أصل حتى الآن لدرجة الاحتراف التي أريد أن أضعها في اللعبة.. أرجو زيارة الرابط التالي لرؤية الشخصية والتي هي فقط للتدريب:


http://jehuty.v2.googlepages.com
فهل تصميم اللعبة وتدريبي على برامج الرسم لرسم الشخصيات والمراحل حلال أم حرام؟
إن كان حرامًا سأتوقف فورًا وأمسح كل شي لدي.. وإن كان حلالاً سأستمر..

وشكرًا لكم.


الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد،

فإن حماية أولادنا من آثار هذه الألعاب التي تحمل معها أفكارًا غريبة وتحمل كذلك العنف والإرهاب، كما تحمل السحر والشعوذة، فريضة يفرضها الشرع بأدلة كثيرة تدل على هذه الحماية، فقال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها النسا والحجارة”، فقد جعل الله سبحانه وتعالى حماية الأهل والأولاد كحماية النفس وأن الوالد أو الوالدة أو أولياء الأمور إذا لم يقوموا بهذه الحماية فإنهم آثمون عند الله تعالى، ويتحملون وزر هؤلاء الأطفال إن تأثروا بهذه الأفكار والخرافات الباطلة.
ومن المعلوم أن الصور لها تأثير كبير في نفوس الأطفال، ولذلك استعملها سيدنا لقمان الحكيم عندما تحدث مع ولده ونصحه، فأتى بصور حية عرضها على ولده فقال في قضية العقيدة: “يا بني إن تكون مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأتي بها الله إن الله لطيف خبير”، وذكر لتثبيت الأخلاق الفاضلة مثالين عظيمين مجسدين يتمتعان بحيوية وواقعية هما: مثال الجمل الذي يصاب بمرض الصعار حيث يشمخ الجمل ويرفع رأسه فترة من الزمن ثم يسقط، فعرض لقمان هذه الصورة على ابنه وقال: هذه نتيجة التكبر ترفع رأسك فتسقط أما المثال الثاني فهو صوت الحمار حينما أراد أن ينصحه بألا يرفع صوته إلى حد الازعاج فقال له “واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير”.

وبناء على ذلك فإن قيامك بهذا الواجب بترتيب العاب مجسدة تحمل بين طياتها العقيدة الصحيحة والأفكار الصحيحة والقيم النبيلة والتربية الجيدة أمر طيب تشكر عليه بل تقوم بأداء فريضة من فرائض الكفاية، ويدل على ذلك إضافة إلى ما ذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم أجاز للأطفال الصور المجسمة فقد أقر عائشة رضي الله عنها وهي تلعب بالبنات أي بصور المجسمات للبنات أي ما يسمى اليوم دمى الأطفال وهكذا.

هذا والله أعلم.

آخر الفتاوى