غسيل الكلى مفطر أم لا…؟

السادة أصحاب الفضيلة أعضاء لجنة الفتوى بموقع الفقه الإسلامي وفقكم الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ورد من أمانةَ موقع الفقه الإسلامي السؤالُ الآتي:

حيت يتوجه إلينا أعداد كبيرة من الأسئلة، وأعداد كبيرة أيضًا من الناس يقومون بعمل غسيل الكلى أثناء الصوم، ويسألون عن كونه مفطرًا أم لا، كما نود أن نحيطكم علمًا أن الغسيل الكلوي له طريقتان:

الأولى: الغسيل بواسطة آلة تسمى الكِلية الصناعية، حيث يتم سحب الدم إلى هذا الجهاز, ويقوم الجهاز بتصفية الدم من المواد الضارة، ثم يعود إلى الجسم عن طريق الوريد.

الثانية: عن طريق الغشاء البريتوني في البطن، وذلك بأن يُدخَل أنبوب صغير في جدار البطن فوق السُّرة, ثم يدخل قرابة لترين من السوائل تحتوي على نسبة عالية من السكر الجلوكوز إلى داخل البطن, وتبقى في الجوف لفترة، ثم تسحب مرة أخرى، ويكرر هذا العمل عدة مرات في اليوم.

فما أثر هذا الغسيل بنوعيه على الصوم، وهل يحصل به فطر؟

وفقكم الله لما يحبه ويرضاه، وجعلكم ذخرًا للإسلام والمسلمين

لذا يرجى التكرم بالنظر في هذه المسألة والتوجيه بما ترونه مناسبًا من حُكم.

 أمانة موقع الفقه الإسلامي

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه….

وبعد:

أولاً – إن مما لا شك فيه أن المريض في الحالة المذكورة معذور في الفطر، بل إذا كان مزمنًا لا يرجى برؤه عليه (فدية طعام مسكين). ومن هنا فلم يجعل الله في الدين من حرج وقال سبحانه في آيات الصيام (يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) [البقرة: 185].

ثانيًا – بعد نظري وفهمي لعملية الغسيل بطريقتيه المذكورتين في السؤال: أرى والله أعلم أن الصيام لو كان موجودًا يفسد بها، حيث إن العملية تتضمن مجموعة من الأمور يفسدها الصيام.

 وبناءً على ذلك فإن المريض المحتاج إلى الغسيل الكلوي إذا قام بالغسيل الكلوي في نهار رمضان وهو صائم فقد بطل صومه وحينئذ يجب عليه القضاء إن كان قادرًا عليه.

أما إذا كان مرضه مزمنًا لا يرجى برؤه فهو داخل في قوله تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) [البقرة: 184] وقد فسر بالشيخ الهرم غير القادر، والمريض الذي لا يرجى برؤ مرضه، فحينئذ يجب عليه الفدية لكل يوم طعام مسكين في حدود 20 ريالاً إلى 50 ريالاً لكل يوم).

ملحوظة:

بعض أهل العلم يقولون: إذا كان المريض المحتاج إلى غسيل الكلى صائمًا فلا يجوز له الغسيل في نهار رمضان ما دام الغسيل ممكنًا في الليل لأنه يفسده.

 ولكن في رأيي المتواضع أن المريض المحتاج إلى غسيل الكلي معذور شرعًا بنص القرآن الكريم ( فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) [البقرة: 184] وبالتالي فهو أمير نفسه كما في حالة السفر، وحينئذ لا يكون آثمًا إن شاء الله تعالى.

هذا والله أعلم

 كتبه

 أ.د. علي محيى الدين القره داغي

 الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

وأستاذ الشريعة والاقتصاد الإسلامي بجامعة قطر

آخر الفتاوى