وهكذا الأمر في مسألة الفقر والجوع والزهد عن الدنيا، والغني وحب الدنيا، حيث وردت مجموعة من الأحاديث في الأمرين والمقصود بهما في النهاية هو أن السعي لتحصيل المال والغنى خير مطلوب في سبيل الله، ودعم الجهاد، ما دام صاحبه يخرج عنه حق الله تعالى وحق عباده، وأنه يصرفه في وجوهه، وأنه لا يطغى به، بل يكون شاكرًا عابدًا لله تعالى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب الغني التقي الخفي)[1] ولكن الغنى يصبح شرًا وفتنة إذا طغى به صاحبه واستغنى وتكبر وتجبر، وصرف غناه في سبيل الشر والطغيان، أو لم يؤد حقوق الله تعالى والعباد، ولم يصرف في وجوهه التي أمر الله تعالى بها.