فتوى حول: قيام الجمعية القطرية للسرطان بجمع زكاة الأموال لصالح مرضى السرطان

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد

فقد وردني سؤال من الجمعية القطرية للسرطان، هذا نصه: (نحيط سيادتكم علمًا بأن الجمعية القطرية للسرطان تقوم بجمع التبرعات لصالح علاج مرضى السرطان، لعلاجهم في مستشفى حمد العام، ومستشفى سدرة.

وعليه يرجى من حضرتكم التكرم بإبداء الرأي الشرعي بوجوب جمع زكاة المال لعلاج مرضى السرطان في حال كان متوسط دخل الفرد للعائلة المعيلة للمريض أقل من 700 ريال قطر بعد احتساب الالتزامات والمصاريف الثابتة للمريض داخل دولة قطر).

وللإجابة عن ذلك، نقول:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد

فإن الله تعالى قد خصص الزكاة لمصارفها الثمانية فقال تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (سورة التوبة: 60) ويراجع: لتفسيرها: جامع البيان للطبري بتحقيق الشيخ شاكر (4/320).

وبناء على ذلك فإن المريض – سواء كان مرض السرطان أم غيره – إنما يستحق من الزكاة إذا كان داخلاً في أحد هذه المصارف الثمانية.

وعليه فإن المريض إذا كان فقيرًا أو مسكينًا وليس لديه من المال ما يكفيه للأدوية والعلاج، أو العمليات الجراحية أو نحوها، فيجوز ان تعطى له من الزكاة بمقدار هذه الحاجة، لأن الحاجة إلى العلاج لا تقل أهمية عن الحاجة إلى المأكل والمشرب والملبس.

وفي ضوء ذلك فلا مانع شرعًا من جمع أموال الزكاة لعلاج مرضى السرطان أو غيرهم بالشروط والضوابط الآتية:

  1. جمع أموال الزكاة؛
    1. أن يكون الجمع لصالح المرضى الفقراء ولا يعطى لمن هو قادر على العلاج بنفسه، أو بأولاده، أو والديه، أو زوجه.
    1. إذا كان المريض قادرًا على توفير العلاج من خلال التزام دولته، أو دائرته أو ممن هو ملزم بنفقته وعلاجه مثل والديه أو أولاده أو نحوهم فلا يجوز دفع الزكاة إلى ذلك المريض، لأنه قد زالت حاجته بمن ذكرناهم.
  2. 2-            تخصيص حساب لأموال الزكاة؛

بأن يخصص المال المجموع لعلاج الفقراء المرضى في حساب خاص حتى لا يكون هناك خلط، أو تصرف فيه لغير مستحقيه.

  • الرقابة على ما يجمع من أموال زكاة؛

بأن يكون هناك نوع من الرقابة، والتدقيق والضبط الشرعي لمن يدفع زكاته للجمعية بأنها تصل إلى المستحقين، وهذا يتطلب شهادة شرعية تصدر في آخر كل عام.

هذا والله أعلم بالصواب، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

        كتبه الفقير إلى ربه

                                   أ.د. علي محيى الدين القره داغي

الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

                             وأستاذ الشريعة والاقتصاد الإسلامي بجامعة قطر

 الدوحة في 3 شعبان 1441هـ  الموافق27 Marhc 2020     
آخر الفتاوى