فتاوى اقتصادية في الزكاة وغيرها

السؤال: هل يمكن أن تشرحوا وتبينوا لنا الزكاة في اللغة وفي الكتاب والسنة، جزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الزكاة لغة: النماء والتطهير والزيادة، وهي كلها مقصودة في معناه الاصطلاحي، حيث هي فيه: حق واجب في جميع الأموال بشروطها وضوابطها[1].

قال الإمام أبو الحسن الواحدي: (الزكاة تطهير للمال واصلاح له، وتمييز ونماء… والأظهر أن أصلها من الزيادة.. والزكاة أيضًا اصطلاح)[2].

وقال النووي: (وأما الزكاة في الشرع فقال صاحب الحاوي وآخرون: هو اسم لأخذ شيء مخصوص من مال مخصوص على أوصاف مخصوصة لطائفة مخصوصة)[3].

 وقد تكرر ذكر ” الزكاة ” في القرآن الكريم عشرات المرات، حيث وردت الآيات الكثيرة بالأمر بأدائها فقال تعالى: (وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ)[4] وجاءت في بعضها باعتبارها صفة من صفات المؤمنين فقال تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ)[5] وقال تعالى: (………وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا)[6]وقال تعالى: (….. وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ……)[7].

 وجاء في بعض الآيات شرطًا للإيمان ودخول الجنة والأخوة الايمانية وقبول التوبة، وكفارة الذنوب فقال تعالى: (……لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ…..)[8] وقال تعالى: (فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ)[9].

 وبين الله تعالى في بضعها بأن الأموال لا تنقص بالزكاة بل تتضاعف فقال تعالى: (وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ)[10] .

 ووصف الله تعالى الكافرين والمشركين بأنهم هم الذين لا يؤتون الزكاة فقال تعالى: (….. وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ…)[11].


([1]) فتح القدير ط.مصطفى الحلبي بالقاهرة (2/153) وبدائع الصنائع ط. الإمام بالقاهرة (2/189) وحاشية ابن عابدين ط. دار احياء التراث الاسلامي لبنان الطبعة الثانية 1987 (2/2) وتحفة الفقهاء ط. دار التراث الاسلامي بقطر (1/411) والفتاوى الهندية ط.دار احياء التراث الاسلامي لبنان الطبعة الثانية (1/170) ومختصر الطحاوي ط.دار الكتاب العربي بالقاهرة ص43 وشرح الخرشي ط.المطبعة الأميرية الكبرى، القاهرة 1317هـ (2/147) وحاشية الدسوقي على الشرح الكبير ط. عيسى الحلبي (1/430) وبلغة السالك ط.عيسى البابي الحلبي وشركاه (1/434) والأم ط.دار المعرفة بلبنان (2/3) والروضة ط. المكتب الاسلامي (2/149) والمجموع للنووي ط. كبار العلماء بالقاهرة (5/324) والغاية القصوى (1/369) والمغني لابن قدامة ط. الرياض (2/572) والكافي ط.المكتب الاسلامي (1/277) والمقنع الطبعة الثالثة 1393هـ (1/289) والعدة شرح العمدة (123) ط. السلفية بالقاهرة، ومدونة الإمام مالك (1/306) ط. سعادة بالقاهرة .

([2]) يراجع للمزيد: فقه الزكاة لشيخنا الدكتور يوسف القرضاوي ط. الوهبة بالقاهرة، وكذلك يراجع: فتاوى الزكاة، إعداد بيت الزكاة بالكويت، وكذلك المقررات والفتاوى الصادرة من الندوات الخاصة بالهيئة العالمية للزكاة، والمجمع الفقهي الاسلامي التابع لرابطة العالم الاسلامي، ومجمع الفقه الاسلامي الدولي التابع لمنظمة المؤتمر الاسلامي، ومجمع البحوث الاسلامية

([3]) يراجع: كتب السنة، وبالأخص: صحيح البخاري ـ مع فتح الباري ـ ط. السلفية ج3، ومسلم ط.الحلبي ج2، وسنن أبي داود ـ مع عون المعبود ـ ج5، وسنن النسائي ج5، والترمذي ـ مع تحفة الأحوذي ـ ج3، وابن ماجه ج1، والدارمي ج2

([4]) سورة البقرة / الآية 43

([5]) سورة المؤمنون / الآية 4

([6]) سورة النساء / الآية 162

([7]) سورة البقرة / الآية 277

([8]) سورة المائدة / الآية 12

([9]) سورة التوبة / الآية 11

([10]) سورة الروم / الآية 39

([11]) سورة فصلت / الآية 7

آخر الفتاوى