السؤال:
دين قديم بعملة محلية ثم انخفضت قيمة العملة بشكل كبير نسبة للعملات الأخرى، هل يقضى الدين بنفس المبلغ القديم أم يُحسب بالذهب أو أي عملة أخرى؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
فالأصل هو أن يرد الدين بمثله دون زيادة ولا نقصان، وهذا ما صدر به قرار من مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، ولذلك فمن اقترض دينًا مقداره عشرة آلاف دولار أو جنيه أو ريال لمدة سنة فإنه يرد مثلما أخذه عددًا دون زيادة ولا نقصان.
غير أنه في حالات الانهيار الشديد للعملات كما حدث للدينار العراقي بعد احتلال الكويت فإنه في هذه الحالة يجب مراعاة العدل، ويجب الوصول للتصالح بين الطرفين بما يحقق العدالة والاحسان في هذه المعاملة، فمن استدان قبل الاحتلال العراقي عشرة آلاف دينار عراقي كان يساوي على أقل تقدير عشرة آلاف دولار، وبعد هزيمة العراق في الكويت وفترة الحصار بلغت قيمة الدولار الواحد بين ثلاثة آلاف وأربعة، ففي هذه الحالة لا يكفي في رأيي أن يرد المقترض عشرة آلاف دينارا، بل يجب اللجوء إلى التصالح والتراضي بين الطرفين على أساس قيمة الدين بالعملة الصعبة أو بالذهب والفضة أو بسلة العملات أو بسلة السلع والخدمات، هذا والله أعلم.