هل يمكن الاستفادة من هذه الأزمة؟

وكما ورد في المثل (ربّ ضارة نافعة) أو كما يقول بعض العلماء: (كم من منحة في بطن محنة، وكم من عطاء أتى من البلاء !).

لذلك يمكن لعالمنا الاسلامي أن يستفيد من هذه الأزمة أو أن يخرج منها بأقل الخسائر، ويستفيد منها للمستقبل، فالنجاح إنما يتحقق بالتجارب، والتجارب لا تخلوا من حلو ومرّ، ومن عقبات وعوائق.

 ومن هنا فيمكننا القول بأن العالم الاسلامي يستطيع الاستفادة من هذه الأزمة واستثمارها من خلال ما يأتي:

1.    تقديم البديل الثالث، بعدما فشل الاقتصاد الشيوعي في الاتحاد السوفيتي السابق، وسقط وانتهى، وأما الاقتصاد الرأسمالي الذي حمل معه هذه الأزمة، بل عددًا لا يستهان بها من الأزمات المتنوعة في السباق، وإن كان قد خرج بعمليات تجميلية وتعديلية، وبإضافة قيود وشروط وضوابط.

غير أن هذه الأزمة يبدو أنها أكبر من سابقاتها.

2.    العناية القصوى بالاستثمار داخل بلادنا مع الأخذ بكل الاحتياطات المتاحة.

3.    أن يكون استثمارنا الخارجي في حالة الحاجة أو الضرورة في الأصول وليس في الائتمان.

4.    أن نستثمر حاجة المصانع الغربية أو الشرقية لجلبها أو فتح فروع لها داخل بلادنا الإسلامية، فبدل أن نعطي لهؤلاء القروض ندخل معهم كشركاء، ونجبرهم على فتح مصانع في بلادنا حتى ولو كانت البداية التجميع، لأنه بذلك وفرّنا فرص العمل، والتقنيات العالية لأبناء الوطن، وبدأنا فعلاً بالتصنيع.فاليابان أو كوريا الجنوبية أو حتى الصين والهند كلها بدأت بمصانع التجميع وانتهت بالتصنيع الوطني.

5.    تحرير عملاتنا من الربط بالدولار، بل نربطها بسلة العملات بما فيها الدولار واليورو، وبذلك نمنع من التضخم المستورد.

6.    إنشاء صندوق خليجي ضخم لتنمية الخليج وتنمية وطننا العربي والإسلامي بالتوازي مع صندوق عربي، وإسلامي ضخم لنفس القرض.

7.    تحريم التجارة في الربا والاختيارات (الأوبشن) والمقامرات والغرر، وجميع المحرمات.

8.    وضع ميثاق أخلاقي للتجارة الداخلية والخارجية.

والله الموفق

آخر الفتاوى