السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم، تحية طيبة، وبعد: السيد الدكتور، أنا شاب قد تعرفت على فتاة ذات حسب ونسب وسريعًا ما ارتبطت بها، وكنت في أثناء ذلك معيدًا في الكلية، وبعد ذلك جاءت بعثة إلى الجامعة إلى إحدى الدول الأوربية فرشحتني الكلية لهذه البعثة، وقمت بعمل الإجراءات المناسبة، وكان من بين هذه الإجراءات أنه إلزامًا عليّ أن أقوم بالتدريس في الجامعة ثلاث سنوات بعد عودتي إليها، وفي حالة عدم ذلك عليَّ أن أقوم بتسديد مصروفات البعثة للجامعة وقدرها 100000جنيه. ولما سافرت حدثت مشاكل بيني وبين زوجتي، ولما عدنا إلى مصر كان أبوها صاحب مركز قوي فاستغل نفوذه في الإضرار بي حتى كنت على شفا السجن، ولكن بحمد الله فوّت عليه هذه الفرصة وقمت بالسفر إلى الخارج مرة أخرى، وفي هذه الأثناء قامت الجامعة بفصلي، ولم أستطع العودة إلى مصر بسبب بطش أهل زوجتي وسطوتهم؛ لأنهم ببساطة لو تمكنوا مني لأودعوني في السجن.. ولم أعد إلى مصر إلا بعد وفاة والد طليقتي.
سؤالي الآن هو في شرط الجامعة والذي فيه سداد 100000جنيه في حالة عدم التدريس.
الجامعة الآن فصلتني، وأنا لا أريد أن أدرس فيها، فأنا لي عملي في جامعات أخرى..
فهل عليَّ أن أسدد هذا المال؟ وجزاكم الله خيرا.
الجواب:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: بما أن هناك اتفاقًا بينك وبين الجامعة، بسداد مبلغ مائة ألف جنيه للجامعة إذا لم تعمل فيها، وبما أنك أنت تركت الجامعة لمصالحك الخاصة بك، مع قطع النظر عن كونك معذورا أم غير معذور، لذلك عليك شرعًا، دفع هذا المبلغ، والاتصال بالجامعة لسداد هذا المبلغ أو إعفائك عنه أو التصالح عليه بأي مبلغ، لأن الله تعالى أمرنا بالوفاء بالعقود فقال تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود)) المائدة الآية 1، وأن مخالفة العهود والعقود والوعود من خصال المنافق وعلاماته، وأن من خصائص الإيمان الوفاء بالعهود والعقود والوعود، والمهم أن تجري اتصالاً مع جامعتك وتعرض أمرك عليها وتنهي الموضوع، وتبرئ ذمتك بما يرضي الله سبحانه وتعالى، فإذا تم التصالح أو الإعفاء، أو الدفع فقد برئت ذمتك بإذن الله تعالى. والله أعلم.
