عملي له علاقة ببنوك إسلامية وربوية

السؤال: أنا أعمل في شركة برمجيات منذ 9 سنوات (أي منذ تخرجي)، وهذه الشركة متخصصة للبنوك فقط، ولدينا نظام كامل يتم تسويقه في البنوك، ونتعامل مع البنوك الإسلامية (خارج مصر وبالتحديد فى السودان)،

وأخرى ربوية (في مصر والأردن وفلسطين)، وأنا منذ بداية التحاقي بالشركة وأنا أعمل في البنوك الإسلامية والحمد لله، وذلك لأن كل المشاريع التي كانت لدينا كانت في ذلك الوقت في دولة السودان، ولم أتعامل مع بنك ربويّ إلا مرة واحدة في الأردن، ولأني أخاف الله في كل عمل وفعل وأخاف الشبهات فقد سألت بعض العلماء عن عملي هذا، وقالوا لي لا يجوز الإعانة على الربا بأي وجه من الوجوه، كتابة، أو شهادة، أو حراسة، أو برمجة، أو صيانة أجهزة أو غير ذلك من صور الإعانة، لقوله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (، الأفضل أن تعمل في البنوك الإسلامية فقط، ولا يجب عليك مساعدة البنوك الربوية هذه أبدًا ولا حتى بالسؤال، وإلا فاترك المكان وابحث عن عمل غيره.

وبعدها طلبت من مديري أن أعمل في البنوك الإسلامية فقط، والحمد لله مديري تفهم للموقف ووافق على طلبي. ومنذ فترة صغيرة طلب مديري أن أذهب معه إلى البنك الربوي الموجود لدينا في مصر، والذى يملك نظامنا هذا، وذهبت معه بالفعل لأني لا أعرف سبب ذهابنا وعندما عدنا إلى الشركة وعرفت بأنه مشروع جديد طلبت من مديري أن أترك الشركة حتى لا أسبب له الحرج مع شركائه أو حتى مع زملائي، لأنني لن أعمل في تلك البنوك مرة أخرى، ولكنه رفض رفضًا كبيرًا، وأكد لي أنه متمسك بي وقد وعدني بأنى لن اعمل إلا في البنوك الاسلامية فقط، وأنه أخذني معه لأني أعرف النظام جيدًا، وسوف يستعين بي في بعض الأسئلة فقط، وتفهمت لموقفه ولم أفكر في ترك الشركة بعدها لأني أيضًا أدين له بالكثير في حياتي الشخصية، ولكن الشركة حاليا لا تملك أيّ مشروع إسلامي، ولديه ثلاث مشاريع في بنوك ربوية، وأنا حاليًّا ليس لي دور غير صيانة البنوك الإسلامية والتي تملك معنا عقود صيانة، وهما بنكين فقط وحجم التعديلات ضئيل (أي لديّ من الوقت الكثير)، ولأن يوجد ثلاث مشاريع جديدة لبنوك ربوية وسوف يكون زملائي عليهم ضغط عمل وانا ليس لدى هذا الضغط فقد طلب مديري أن أعمل في الأنظمة التي ليس لها علاقة بالفوائد (والتي هي مشتركة ما بين البنوك الإسلامية والربوية)، ولن أذهب إلى البنك لتطبيق المشروع.

ولكنى طلبت منه أن أسأل أهل الذكر وأرد عليه.

والآتي هو مجموعة من الأسئلة أتمنى من الله أن يوفقكم في إجابتها، لأني سوف آخذ هذه الفتاوى، ولن أرجع إلى أي عالم آخر في ذلك، ولأني بالفعل أتمنى أن أستريح نفسيًّا، لأني بالفعل تعبان .. تعبان.

أولاً: هل عملي في هذه الشركة حرام؟

الجواب:

 عملك في هذه الشركة بالصورة التي ذكرتها حلال، أي أنه حلال ما دمت تعمل في إطار البنوك الاسلامية، أو الشركات الأخرى التي ليست محرمة، وذلك لأن العبرة في العقد الذي تم بينك وبين الشركة أن يكون محله مشروعًا، والعقد الذي تم بينكما هو حسب وصف الفقه الاسلامي هو عقد الإجارة (الأجير الخاص) وأن محل العقد هو العمل والمنفعة، فما دام غير محرم، فإن العقد صحيح وجائز.

ثانيًا: هل بالفعل أستطيع أن أعمل الأنظمة الأخرى التي ليس لها علاقة بالفوائد، والتي هي مشتركة ما بين البنوك الإسلامية والربوية؟

(فقط أحب أن أوضح أن هذه الأنظمة مشتركة بالفعل، ولكنها متطلبات البنك الربوي وليس الإسلامي، يعنى من الممكن أن لا يستفيد منها البنك الإسلامي)؟

الجواب:

العمل في حد ذاته إن كان مشروعًا فلا مانع من إنجازه ما دام لا يستعمل في الحرام، وإن كان صاحبه شخصًا يتعامل بالحرام، أو بنكًا ربويًا.

فمثلاً لو أنك قمت ببرنامج خاص بالموظفين في بنك ربوي، وإدارتهم، وأوقات دخولهم وخروجهم مثلاً فهذا العمل جائز شرعًا من حيث المبدأ، ولأنه لا يستعمل في القروض المحرمة، كما أنه يجوز أن تبيع لبنك ربوي أو تشتري منه بعقد صحيح شرعًا، وقد اشترى الرسول صلى الله عليه وسلم من اليهود، ومات صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي في طعام كما صحيح البخاري.

أما إذا عملت برنامجًا للمحرمات فهذا غير جائز قطعًا.

 وبناء على ذلك فلا مانع فقهًا من القيام بالبرامج التي لا تستعمل في القرض والمحرمة، فلا تكون آثمًا لو فعلت ذلك إن شاء الله، ولكن بلا شك لو استطعت أن لا تتعامل إلاّ مع البنوك والشركات الإسلامية لكان أفضل (فلا تصاحب إلاّ مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلاّ تقي) لكنه في عصرنا الحاضر أصبح هذا صعبًا، وأن الإنسان إذا ابتعد عن الحرام فهو غير آثم إن شاء الله.

ثالثًا: هل لو كانت إجابة فضيلتكم في السؤال السابق بنعم، هل بعد انتهاء المشروع أذهب إلى البنك الربويّ لتطبيق هذه الأنظمة أم لا؟

الجواب:

نعم إذا كان جائزًا ومشروعًا فيجوز لك أن تعلمهم، وتقوم بالواجب على ضوء ما سبق.

رابعًا: هل أصمم على عملي للبنوك الإسلامية فقط، وإلا فأترك المكان أفضل؟

الجواب:

 لو استطعت أن لا تصمم إلاّ للبنوك الإسلامية، لكان أفضل، ما دام لا يترتب على ذلك ضرر وحرج عليك، ولكن كما قلنا يجوز بالضوابط السابقة.

والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل

آخر الفتاوى