السؤال: الى حضرة الاستاذ الفاضل الشيخ علي القره داغي اطال الله في عمره وجعله ذخرًا لنا آمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي هو أنّه تمّ بناء وتجهيز مركز للرنين المغناطيسي والمفراس من قبل مجموعة من الأطباء والشركة التي جهزتنا بالجهازين، وقد كانت حصة الشركة من الأسهم هي أربعون بالمئة وللأطباء هي ستون بالمئة، بعد بدأ العمل ولفترة سنة تقريبًا كانت لا توجد أرباح، وبالكاد تخرج مصاريف الأجهزة ورواتب العمال والموظفين، لذا تم اقتراح الشركة بدفع نسبة من عشرة إلى عشرين بالمئة من سعر الفحص إلى الطبيب الذي يُرسل المرضى عن كل مريض.
لذا كان الاقتراح مرفوضًا من عدد من الأطباء، ومن ضمنهم أنا وبعض الزملاء، لذا أردنا أن نعرف طريق الصواب وجزاك الله عنا خير الجزاء.
الجواب:
فمن المعلوم أن هذه الشريعة نزلت لتكون رحمة وخيرًا، لذلك فهي تراعي مصالح العباد العامة والخاصة، وتضع الضوابط التي تمنع الظلم والغش والرشوة والفساد.
فمن هذا الباب نقول: إن هذا الاقتراح الذي اقترح يخشى منه سوء استغلاله من قبل الأطباء بحيث يرسلون المرضى سواء كانوا محتاجين إلى رنين مغناطيسي أو لا، وبذلك تسببتم في الإضرار بهؤلاء المرضى.
غير أن الاقتراح من حيث هو، مقبول فقهيًا؛ لأنه يدخل في عملية التسويق، أو ما يسمى في الفقه الإسلامي بالجعالة، إضافة إلى أن وجود الأجهزة الصحية في البلد أمر مطلوب شرعًا.
وخوفًا من أن يترتب عليه فساد أو عمل غير مشروع، وضرر وإضرار يمكن ضبطه بالشروط والضوابط الآتية:
أن يتم عقد بين الشركة وبين الأطباء يتضمن البند الآتي: (يتعهد الطرف الثاني” الطبيب” بأن لا يرسل إلى الرنين المغناطيسي والمفراس إلاّ من كان يستحق ذلك حسب اجتهاده الطبي)، وفي حالة ما إذا تبين للشركة أن المريض لا حاجة له إلى الرنين، والمفراس، فإن الطبيب لا يستحق عمولته، كما أن الشركة إذا تبين لها ذلك قبل الفحص فلا تجري الفحص، ولا تأخذ الأجر، وإذا تبين لها ذلك بعد الفحص فلا تأخذ إلاّ أجر المثل (أي المصاريف الفعلية).
أن تلتزم الشركة بعدم استغلال ذلك لزيادة الأسعار، فعليها أن تلتزم بالأجرة العادية المناسبة للسوق، وبالاتفاق المطلوب في عملها.
وأعتقد بهذين الشرطين قد حققنا المصالح المرجوة ودرأنا المفاسد، والله الموفق.
ومع ذلك فعلى الشركة أن تستعمل بدل هذا الاقتراح: التسويق الفني الجيد من جميع وسائل الاعلام، وكذلك التسويق الشخصي فربما يحقق ذلك الغرض المنشود، إذ أن المشكلة في عدم المعرفة بهذه الأجهزة، وعدم وجود توعية صحية.
فإذا لم يحقق الغرض المنشود فلكم الحق باللجوء إلى ما ذكرته، مع تشجيع الأطباء على إرسال المرضى دون مقابل، فهذا بلا شك أفضل لهم من حيث الورع والتقوى.
هذا والله أعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته