التأمين ضدّ أخطار الحروب

الأخ الفاضل الأستاذ فرج ميلاد كريكش المحترم

مدير الادارة المالية – شركة طيران البراق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

 فبالإشارة إلى سؤالكم الذي وردنا، ونصه: (نحن شركة طيران البراق تأسست سنة 2001 تمتلك أسطولاً جويًا يتكون من خمس طائرات ركاب وطائرة شحن جوي، و لا يخفى على حضراتكم ما تمر به ليبيا من أحداث وصراعات مسلحة أضرت بكثير من مؤسسات الدولة، وبالتالي فإن شركات التأمين العالمية أحجمت عن إصدار وثائق تأمين ولا سيما التأمين ضد أخطار الحروب إلا اذا استلمت خطاب ضمان من الخزانة بالدولة الليبية، و عندما تم طرق باب الحكومة لإصدار هذا الخطاب أو الضمان فقد طلب منا وزير المواصلات بحكومة الإنقاذ الوطني فتوى شرعية بخصوص التأمين في الأساس ورغم أن التأمين شرط من شروط ممارسة مهنة الطيران عالميًا ولاسيما في عبور الأجواء والهبوط بالمطارات المختلفة إلا أن معالي الوزير كان يصر على وجود بدائل إسلامية لمثل هذه المعاملات.

وعليه فإننا نأمل من حضراتكم إصدار فتوى موجهة لحكومة الإنقاذ الوطني في ليبيا توضح الحكم الشرعي والسبيل العملي لمباشرة نشاط الشركة التي يعمل بها أكثر من ستمائة موظف وهي متوقفة عن العمل حتى اللحظة كما أننا مستعدون للتعامل مع شركات التأمين التكافلي على الطائرات وأخطار الحروب إن وجدت مع ترشيح الشركات التي تثقون في موافقة إجراءاتها للمعاملات الاسلامية…. شكرًا جزيلا لتفهمكم وجزاكم الله خيرًا).

الجواب هو كالآتي:

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد

 فمن الناحية الشرعية أن الدولة مسؤولة عن تسهيل مهمات الأفراد والشركات العاملة في أرضها، ومنع إلحاق الضرر بها بجميع السبل المتاحة (لا ضرر ولا ضرار) – حديث ثابت.

 وبالنسبة للمسألة المعروضة علينا فإن الحكم الشرعي هو ضرورة البحث عن التأمين التكافلي بقدر الإمكان، فإذا لم يتيسر ذلك فإن الفتاوى الصادرة عن الهيئات الشرعية للمؤسسات المالية الإسلامية تُجيز التأمين التجاري على مثل هذه الأمور المهمة مثل السفن، والبضائع، حتى لا يقع ضرر ولا إضاعة للمال، وقد (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال) رواه البخاري، والطبراني وغيره وصححه عدد من العلماء.

 وبناء على ذلك ودرءًا للأضرار والمفاسد فإننا نأمل من حكومة الانقاذ إنقاذ مصالح شعبها الطيب، وشركاته، وتيسير أمور الناس والاستجابة لطلبهم.

ودمتم في رعاية الله وعنايته

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 كتبه

 أ.د. علي محيي الدين القرة داغي

الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

 نائب رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث

آخر الفتاوى