هل تغيير اسمي جائز حتى أتمكن من التسجيل؟ وهل ما أكسبه بسبب ذلك حرامًا؟

السؤال: أستحلفك بالله يا فضيلة الشيخ أن تساعدني وتردّ علي بشكل عاجل:

كنت أعمل بشركة على الإنترنت, شركة تعرض إعلانات بموقعي على الإنترنت، وعندما يضغط الناس على الإعلانات التي تعرضها الشركة, أربح من ذلك, ولكنني تفاجأت أن الشركة وهي شركة عالمية معروفة، بعثت لي برسالة طرد من هذا العمل، الصراحة حتى الآن لا أعرف لماذا بالضبط، ولكنني قد أكون أخللت بشروط العمل وسياسة الشركة، اليوم أنا أفهم أكثر بهذا العمل، ولكن ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، تمّ طردي مع أنه مصدر رزق لي، والمشكلة أن الشركة لا تسمح الاشتراك مره أخرى والله أعلم إذا كان الطرد لبعض الأسباب، أنا أشعر بالظلم. الآن:

  1. أنوي فتح حساب جديد عن طريق تغيير الاسم بشكل معيّن أو غيره، ولا أنوي مخالفة سياسة الشركة إن شاء الله تعالى بالعمل، هل هذا حرام وغش، فلنفرض أنني فتحت حسابًا آخر، مثلاً مع تغيير حروف اسمي قليلاً، ولم تعرف الشركة أنني نفس الشخص، ولكنني عملت بما يرضي الله وبدون مخالفة الشركة، فالشركة تدفع لي مقابل الضغط على الإعلانات، طبعا بدون أيّ غش أبدًا بالعمل؟

هل إذا تسجّلت مرة أخرى وعملت وكسبت من الشركة يكون ما أكسبه حرامًا؟ لأن الشركة لا تسمح بتسجيلي وأنا تسجّلت كأنني شخص جديد؟

أرجوك، أنا بحاجه للعمل، وكانت هذه الشركة مصدر رزق بالنسبة لي، وطردوني، ممكن بسبب بعض الأخطاء التي لن تتكرر إن شاء الله تعالى، ولكنني لا أريد أن أغضب الله تعالى أبدًا….

هل يمكنني العودة كأنني شخص جديد، وأعمل بما يرضي الله تعالى مع الشركة؟ هل يكون ما أكسبه حرامًا؟

الجواب:

 فقد أوجب الإسلام على المسلم أن يكون صريحًا واضحًا شفافًا لا يكتم الحقائق ولا يغش، ولا يخون، يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (ومن غشنا فليس منا) رواه مسلم، ويقول أيضًا: (ولا يحلّ لأحد يبيع شيئًا إلاّ بيّن ما فيه، ولا يحلّ لمن علم ذلك إلا بيّنه) رواه الحاكم والبيهقي، وقال الحاكم: صحيح الاسناد، ووافقه الذهبي.

وبناء على ذلك فلا يجوز لك تغيير اسمك حتى تقبل عند الشركة لأن ذلك غش، وجزاؤه ذكرناه في الأحاديث السابقة، بل هو كذلك كذب، لأن الكذب في الكتابة، كالكذب في الأقوال، وجزاء الكذب أيضًا البعد عن رحمة الله، يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (إن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وان الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابًا) رواه البخاري ومسلم.

وحاجتك إلى العمل لا تبرر الغش والكذب، وأن ما تحصل عليه ـ لا سامح الله ـ، بسبب حرام فهو حرام، وأن ما يبنى على الباطل باطل، وما يبنى على الحرام فهو حرام، وأبواب الرزق مفتوحة، والرزق على الله تعالى، وأن إيماننا يوجب علينا بأن ما كتب لنا نناله (قل لن يصيبنا إلاّ ما كتب الله علينا) وعلينا الأخذ بالأسباب المشروعة.

ونصيحتي لك أن تسعى لدى جهات أخرى مشروعة، أو أنك تصرح وتعطي لهم عهدًا بأن لا تتكرر منك الأخطاء.

والله الموفق

آخر الفتاوى