فتوى معاصرة حول شركات الوساطة:

الموضوع / هل يجوز التعامل مع شركات الوساطة غير الاسلامية

السؤال / شركات الوساطة غير الإسلامية في سوق….. تجبرك على إيداع مبالغ أو فتح حساب في بنك ربوي، فهل يجوز لي شرعًا فتح هذا الحساب بقصد الشراء والبيع عن طريق هذا الوسيط؟

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد وعلى آله وصحبه، ومن تبع هداه ….. وبعد

فالأصل، والمطلوب شرعًا هو التعامل مع شركات الوساطة الملتزمة بأحكام الشريعة الإسلامية الغراء، ولها هيئة شرعية للفتوى والرقابة، حيث يطمئن المتعامل الملتزم إلى صحة الإجراءات والعقود والصفقات.

ومع ذلك يجوز في حالة عدم كفاية هذه الشركات الملتزمة لاستجابة العملاء أن يتعامل الشخص مع شركات الوساطة غير الاسلامية، وبالشروط والضوابط الآتية:

أولاً ـ أن يكون فتح الحساب في بنك إسلامي، أو فرع إسلامي، أو على الأقل يكون في الحساب الجاري لدى البنك التقليدي، وحينئذ يكون المبلغ المودع في هذا الحساب بقدر الحاجة، بحيث يسحب العميل الفائض بالسرعة الممكنة، ولا يتركه للبنك ليستفيد منه.

ثانيًا ـ أن لا يتعامل بالمعاملات المحرمة، مثل أخذ نسبة 0.5% عند تعجيل الثمن، حيث من المعهود أن تسليم ثمن الأسهم في البورصة يتأخر يومين تقريبًا، فقد تعرض شركت الوساطة” غير الملتزمة” عليك أن تأخذ منك نسبة في مقابل التعجيل، فهذا من الربا المحرم، وكذلك قد تشتري لك الشركة الأسهم عن طريق قرض ربوي، فهذا أيضًا حرام ومن الربا المحرم الصريح.

ثالثًا ـ أن يقوم العميل بنفسه باختيار الأسهم التي يجوز شراؤها شرعًا، أي الأسهم التي تتوافر فيها الشروط والضوابط الشرعية للتداول وهي أسهم البنوك الإسلامية، والتأمين الإسلامي، وأسهم الشركات الملتزمة بأحكام الشريعة الإسلامية، وأسهم الشركات التي أصل نشاطها حلال، مع توافر الضوابط المطلوبة شرعًا.

مناشدة لشركات الوساطة في عالمنا الاسلامي

 وبهذه المناسبة أناشد شركات الوساطة في عالمنا الإسلامي بالالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية الغراء، وأن يتقوا الله تعالى في معاملاتهم، وهذا الالتزام اليوم أصبح سهلاً جدًا وليس صعبًا، ولا يترتب عليه ضياع أي منفعة أو مصلحة، مع أن الالتزام بأحكام شرع الله تعالى هو الأوجب في حياة المسلم كما قال تعالى في وصف المؤمنين الصادقين: (وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) سورة البقرة / الآية 285 ومع ذلك فلم يعد هناك عذر ـ لو كان هناك عذر ـ في الالتجاء إلى البنوك الربوية، لأنه يوجد الآن عدد جيد من البنوك الاسلامية، أو الفروع الإسلامية في معظم البلاد الخليجية، والعربية، والإسلامية، وحتى في البلاد الغربية، فعندنا في قطر ثلاثة بنوك إسلامية كبيرة، إضافة إلى أن كل بنك تقليدي قد فتح فرعًا إسلاميًا، أو فروعًا إسلامية ناجحة والحمد لله.

لذلك فالحجة قائمة على الجميع

والله المستعان….. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

آخر الفتاوى