حكم الاقتراض لقضاء إجازة الصيف

السؤال: شيخنا الفاضل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: لقد دخل الصيف واقترب موسم الإجازات والسفر، فكنت أريد نصائحكم بالنسبة للإسراف الذي نشهده في الإجازات، حتى أن بعض الناس يقترضون من البنوك لأجل هذا الغرض، وهي ميزانية مرهقة لكثير من الأسر التي أصبحت تقوم بالسفر إلى الخارج من أجل التنافس وبس.

فكيف تنظر إلى ظاهرة قضاء الإجازات الباهظة في الخارج، وماهي تعاليم الإسلام الاقتصادية في قضاء الإجازات؟

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد

فإن الإسراف والتبذير محرّمان في الشريعة الإسلامية حتى ولو كان الإسراف في مُباح، فقال سبحانه وتعالى: “كلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين”، أما إذا كان الإسراف يترتب عليه الديون والالتزامات التي قد يعجز الإنسان على أدائها فإن ذلك أشد حرمة وإثمًا، كما أنّ التنافس في مثل هذه الأمور غير مقبول شرعًا، ولذلك يجب على كل مسلم اتخاذ الخطوات الآتية:

1 ـ ألا يكون مسرفًا في أي شيء حتى ولو كان في الماء.

2 ـ ألا يقدم على الاقتراض إلا في حالة الضرورة القصوى أو الحاجة الملحة، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعيذ كثيرًا من المغرم، والمغرم هو الدين الذي يثقل كاهل الإنسان ولا يستطيع أداءه، بل كان الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان يصلي على صحابي مات مدينًا إلا وقد ترك وفاء لدينه، فالاقتراض ليس محبوبًا في الإسلام، بل ولا مقبولاً، بل قد يترتب عليه الإثم إذا ترتب عليه ضياع حق الإنسان، فنصيحتنا هي عدم الإقدام على الاقتراض إلا على حالة الضرورة القصوى أو الحاجة الملحة.

3 ـ إن السياحة في الإسلام مشروعة، ولكن بشرط ألا يترتب عليها إثم ولا ضياع لحق آدمي ولا إسراف ولا تبذير ولا استدانة، وأن تكون هذه السياحة للأماكن التي لا يخشى منها على النفس والعيال من التعرض للفتن التي ما أكثرها في عالمنا اليوم والله المستعان.

آخر الفتاوى