حصّتي من الشركة حلال، لكن شركائي اقترضوا قرضًا ربويًّا.. ما الحكم؟

السؤال: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى اله وصحبه وسلم لدي سوال شرعي أرجو الجواب عليه وجزاكم الله خيرا

أنا تاجر ولدي شركة تجارية أنا واثنان هم شركائي لكل منا الثلث دخلنا في مشروع (تنفيذ مقاولة كما نسميها في العراق) مع وزارة الزراعة في كرد ستان، قيمة المشروع كبيرة تتجاوز الـ30 مليون $، وكما معلوم في هكذا أعمال لا نحتاج إلى كل رأس المال المذكور، لأن الدولة تقوم بصرف دفعات لكل ما يقوم المقاول بإنجازه، أي ممكن أن ننجز عمل بمليون دولار ثم تقوم الدولة بصرف المبلغ وهكذا يسير العمل إلى النهاية، وعلى هذا الأساس كنا نأمل أننا نستطيع أن ننفذ المشروع، ولأننا على أرض الواقع لا نملك رأس المال بل كنا نبحث عن ممول للمشروع في بداية استلامنا للمشروع عرض عليّ أحد شركائي فكرة أن نأخذ قرضًا من البنك مقابل فائدة، فرفضت الفكرة كونها حرام، وقلت له يجب أن نجد مصدرًا شرعيًّا، أخبرني بعدها أنه وجد ممولاً للمشروع مقابل نسبة مئوية (مشاركة) من المشروع فوافقت كون العملية شرعية، بعدها أنا سافرت لعدة أشهر، وعلمت أثناء سفري أن شريكي قد احتاج إلى مبالغ أخرى في المشروع فاقترض قرضًا ربويًّا مقابل فائدة من شخص، واحتاج إلى مبلغ آخر فاقترض من البنك كذلك قرضًا مقابل فائدة، علمًا أنه لم يخبرني أنه سوف يقوم بهذا العمل، بل وضعني أمام أمر واقع، في هذه الأثناء المشروع قطع فيه مرحلة لا يمكن التراجع وتركها لكثر الالتزامات المالية التي أصبحت على عاتق الشركة، علمًا أنه عند دخولنا المشروع كانت هناك ديون مالية بذمتنا (بذمة الشركة)، لأننا كنا نبني مخازن للشركة (في بغداد)، وكنا كذلك بدأنا باستثمار مشروع أسواق في بغداد، ولكن بسبب تدهور الأحوال الأمنية وخروجنا من بغداد حال دون سير الأمور بالشكل الذي كنا نخطط له فترتبت علينا تلك الديون .

لذلك أنا أفكر الآن بالخروج من المشروع لأنه كما أسلفت دخل فيه الربا والقروض، علمًا أن أرباح هذا المشروع عالية، ونتوقع أن تسدّ كلّ الديون وتربح فوق ذلك أرباحًا عالية، لكني أريد الخروج منه لأنجو بنفسي من الربا.

فسؤالي يا شيخ: هو هل يجوز أن أقول لشركائي أنا سوف أترك لكم المشروع وباقي ممتلكات الشركة من أراضٍ وغير ذلك وبالمقابل يعطوني مخازن الشركة التي سوف أسدّ بها ديوني، وربما يبقى لي شي منها بعد سدّ الديون وربما لا، علمًا أن شركائي لن يوافقوا إلا لأني تركت لهم حصتي في المشروع، وبذلك أكون قد استفدت من المشروع ضمنيًّا، فهل هذه العملية جائزة أم لا؟

بعد أن شرحت لكم الموضوع، وأرجو أن تكون الصورة واضحة لديكم، هل لدى سماحتكم اقتراح تنصحونني فيه وجزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء.

وسؤالي الثاني: هل يجوز أن أبيع حصتي في المشروع لشركائي أو لغيرهم؟

والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وعلى آله وصحبه………. وبعد

على ضوء السؤال المذكور، وبما أنك لم يكن لك شأن في هذه العمليات الربوية، وبما أن لك حصة من الشركة فيجوز لك أن تبيع هذه الحصة الحلال بأي مبلغ يتفق عليه الطرفان، فأنت الآن لا تبيع القرض، وإنما تبيع حصتك وحصتك حلال، فما تأخذ في مقابلها (مخزن، فلوس) حلال إن شاء الله تعالى، ولكن عليك أن تنقي وتطهر الربح المحقق بنسبة 50% من الأرباح المحققة من هذه القروض، فلنفترض مثلاً أن نسبة القروض المحرمة 10% من أصل رأس المال المستخدم، وأنت الآن ربحت مائة ألف دولار، فعليك أن تتخلص من خمسة آلاف دولار في وجوه الخير والله أعلم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

آخر الفتاوى