وجوب الوفاء بالشروط بدفع المال للمساجد في الغرب:

السؤال: نحن جالية إسلامية تعيش في الغرب، مما يحتم علينا بناء مساجد للصلاة، وتبقى هذه المساجد مرهونة بالمساعدات والمساهمات التي يقدمها المحسنون، وفي هذا الإطار فإن كل مسجد يتطلب من الجماعة أداء الشرط، أي مبلغ محدد لتسدد به حاجيات المسجد، مما يجعل البعض يمتنع بدعوى أنه ليس واجبا، أي الشرط، علما أنه إذا توقف سيتوقف كل شيء لأن الدولة المستضيفة لا تدفع أي شيء للمساجد؟ فما نصيحتكم لهؤلاء الذين يمتنعون عن أداء الشرط؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه، وبعد: نصيحتي لهؤلاء: ما أمر الله به من وجوب البذل بالمال والأنفس في سبيل الله سبحانه وتعالى، وأن الجنة سلعة الله الغالية، لن يصل إليها الإنسان حتى يبذل كل ما في وسعه لإرضاء الله سبحانه، فقد قال الله سبحانه وتعالى: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون).
ولذلك كان الصحابة الكرام يبذلون كل أموالهم ـ أو بعضها ـ في سبيل الله، فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه أتى بجميع ماله إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال له صلى الله عليه وسلم:” ماذا تركت لأهلك؟” قال: تركت لهم الله ورسوله. وهذا عمر تصدق بنصف ماله، وهذا عثمان جهز جيش العسرة، وهذا الصحابي الجليل الذي تصدق بأحسن ماله، وهو حديقة بيرحاء، حتى يرضي الله سبحانه. فنصيحتي لهؤلاء: أن ينتبهوا إلى أن المسجد بالنسبة لهم حماية، وقلعة حصينة لهم ولأولادهم، ولا سيما في بلاد الغرب، فإذا لم يكن لهم مسجد أو مركز إسلامي فإن أولادهم سينصهرون في بوتقة القيم الغربية. فالمفروض من هؤلاء: أن ينفقوا كل ما يستطيعون في سبيل الله، ثم في سبيل حماية أنفسهم، وإلا فهم آثمون يتحملون آثام الأجيال اللاحقة، التي ستنصهر في بوتقة الفساد أو الكفر والعياذ بالله. والله أعلم

آخر الفتاوى