السؤال: أنا أكره نفسي ولا أحس بطعم الحياة بسبب ابتلاء ابتليته وهو الوسواس. لا أدري لماذا تأتيني ألفاظ الطلاق على كل شيء (بسبب أو بدون سبب) … لا أدري أتخرج على لساني أم أنها تبقى في عقلي… لا أدري أأنا إنسان سيء بحيث أني لا أقدر أن أتخلص منها ومن ورودها على نفسي أم أنني مريض… تغيب الوساوس أحيانًا يومًا أو يومين ثم تأتيني بغتة فتنكد عليّ حياتي، وتكدرني وأحس بأنني مذنب تافه لا أستحق زوجتي المسكينة.
بالله عليكم، لو أتتني وأنا على غفلة من ورودها وأحسست أن لساني سبقني بها. هل يقع الطلاق؟ فمثلاً كنت اليوم أقود السيارة، وكنت والله استغفر ربي وأنا أقود وفجأة أربكني أحد السائقين وإذا بالكلمة التالية على لساني (علي الطلاق أنك…) و انتفض جسمي بعدها و قلت الله ربي… الله ربي…. بالله عليكم ما الحكم الشرعي؟ كيف أميز بين نفسي الأمارة بالسوء فأحاسب نفسي على ما يخرج مني من كلام وبين الوساوس؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين وبعد
فإن الوسواس مرض خطير لا يجوز للإنسان المسلم أن يستسلم له، بل عليه أن يطرده بالاستعانة بالله تعالى والاستعاذة من الشيطان الرجيم ثم انشغال النفس بما ينفع الإنسان من قراءة أو كتابة أو عمل أو شيء يشغله عن هذه الوسوسة، فإن كان قاعدًا فليقم وإن كان قائمًا فليقعد، وعليه في جميع الأحوال إن لم يكن له عمل أن يتوضأ ويتجه إلى الله تعالى، ويكثر من قراءة آية الكرسي والمعوذتين.
أما بالنسبة لما حدث لك فلا يقع الطلاق بالوسوسة ولا بالتردد وإنما يقع الطلاق بالقصد المتجه نحو إنشاء الطلاق، فبما أنك لا تقصد الطلاق فلا يقع طلاقك بهذه الوساوس، وبهذه الأحوال التي أنت فيها. علمًا بأن الشيطان يريد أن يشغلك بهذه المسألة عن ذكر الله تعالى وعما ينفعك، فلا تهتم بهذه الوساوس أبدًا ولا يقع طلاقك بها إن شاء الله تعالى. والله أعلم.