السؤال: أنا شخص متزوج ولديّ من الأولاد ستة، وقد تمت ولادتهم بشكل متتابع بمعدل سنة ونصف بين كل منهم، وخلال تلك الفترة رفضت زوجتي بشكل قاطع استخدام أي نوع من موانع الحمل لتكون الفترة الفاصلة بين كل حمل وآخر تزيد عن السنتين. وبعد إنجاب الطفل السادس قمت بإجراء عملية قطع القناة الدافقة لاعتقادي بأن هذا العدد من الأطفال هو أكبر عدد يمكن أن أقوم بتربيته، وتوفير الحياة الكريمة له في هذا الوقت، ولا يستطيع الاستمرار في إنجاب عدد آخر من الأولاد. والآن بعد مرور حوالي ثمان سنوات من العملية أصبحت حائرًا هل ما قمت به حرام ولا يتفق مع الإسلام؟؟ وبالتالي عليّ إجراء عملية أخرى لوصل القناة الدافقة مرة أخرى مع عدم وجود الضمان بإمكانية رجوع القدرة الإنجابية كما كانت سابقًا أم يستمر الوضع كما هو حاليًا. أرجو الإفادة عما سبق وعن تحديد النسل لخوف الرزق ولكم جزيل الشكر.
الجواب:
لا شك أن تنظيم النسل جائز لأجل التربية وإتاحة الفرصة للوالدين للقيام بواجبهما نحو أولادهما، ولكن تحديد النسل لا يجوز لا من الرجل ولا من المرأة، وما فعله السائل غير موافق لشرع الله تعالى فعليه التوبة والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى، وبما أن عملية وصل القناة الدافقة ليست مضمونة فلا يجب عليه إجراؤها، بل المطلوب الآن التوبة إلى الله سبحانه وتعالى والعناية بتربية أولاده تربية صحيحة.
وأما تحديد النسل لخوف الرزق فهذا مخالف للعقيدة الصحيحة القاضية بأن الرزق بيد الله تعالى مع وجوب الأخذ بالأسباب فقال تعالى: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) (سورة الذاريات الآية 22 – 23) ولذلك نهى الله تعالى نهيًا قاطعًا عن قتل الأولاد أو خشية الإملاق فقال تعالى: (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا) (سورة الإسراء / الآية 31) وقال تعالى: (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ) (سورة الأنعام / الآية 151)