السؤال: السلام عليكم، كنت قد قمت خلال الشهور الماضية باستخدام الهاتف الخاص بالعمل في غير أغراض العمل، وهذه خيانة للأمانة، ماذا أفعل؟ فأنا أذهب للعمل في أيام الإجازة لأعوض بساعات العمل التي أقوم بها بدون مقابل قيمة مكالمات التليفون، وأشعر أن ذلك لا يكفي، فكرت أن أرسل لصاحب العمل مبلغا شهريا حتى أشعر أني أديت ما علي، ولكن لا يمكن أن أرسل له حوالة دون أن يعلم أنها مني. وقد استفتيت أحد الشيوخ فقال لي: إن الرجل قد يشك في العاملين عنده كلهم أنهم يسرقونه، وبذلك أكون قد آذيت الجميع على غير عمد، ماذا افعل؟ فكرت أن أشتري بالمبلغ الشهري هذا رزم ورق، وأضيفها إلى الشركة دون أن يشعر أحد، لكني فكرت حينما يرى المسئولين أن استهلاك الورق قد قل، ثم بعد انقضاء الدين يزيد الاستهلاك قد يشك المسئولون عن مخزون الورق فيّ. ماذا أفعل لأكفر عن ذنبي وأؤدي الأمانة؟ والسلام عليكم ورحمة الله.
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: فما ذكرته دليل على حرصك الشديد وخوفك من الله تعالى، والحل الصحيح هو أن تضع المبالغ التي خسرتها الشركة بسببك في حساب الشركة عن طريق شيك أو نقد، وبذلك لا يعرف من الذي أودع المبلغ في حساب الشركة، أو أنك ترجع إلى صاحب الشركة فتصارحه بالقضية، ولا أرى في ذلك مانعا في الرجوع إلى صاحب الشركة، بل إن الرجل يفرح بك حين يرى فيك الصدق والتقوى.
والمهم أن تبرئ ذمتك بأي وسيلة ممكنة، إما بالدفع أو إبراء الذمة من صاحب الحق،
وننتهز هذه الفرصة لأوجه ندائي إلى جميع الاخوة والخوات العاملين أن يتقوا الله تعالى فيما أودع تحت تصرفهم من أموال وأدوات فلا يستعملوها إلاّ فيما وضعت له، ولا يستعملوها لمصالحهم الشخصية، لأن ذلك حرام وسحت، والله أعلم.