هل تشمل الزكاة للمال والنفس:

السؤال: هل تشمل الزكاة للمال والنفس:

الجواب: نعم فقد استعمل القرآن الكريم هذه الكلمة في تزكية المال كما في الآيات السابقة وبالأخص لفظ ” الزكاة ” في حين استعمل فعلها في تزكية النفس في آيات كثيرة منها قوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا)[1]وقوله تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ…..)[2]وقوله تعالى: (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ…….)[3] وقوله تعالى: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ)[4]وقوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى)[5] وقوله تعالى: (وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى)[6].

 فهذا الجمع بين التزكيتين ينبع من شمولية الاسلام وشمولية تربيته لكل جوانب الانسان والحياة ليحيى الإنسان حياة ربانية بعيدًا عن الازدواجية في الشخصية التي يعاني منها عصرنا الحاضر.

 فالمؤمن كما أنه مطالب بدفع الزكاة مطالب بطريق أولى بتزكية النفس وتطهيرها من الأمراض النفسية من الحقد والحسد والكبر والعجب وغمط الحقوق، والبخل والشح، والغش والخداع والالتواء، وأن الإيمان الحقيقي الكامل لن يتحقق إلاّ إذا صار المؤمن ربانيًا مرتبطًا بالله تعالى متعلقًا قلبه برضائه، مسخرًا نفسه وماله في سبيل الله تعالى مطهرًا نفسه من الأهواء والشهوات بل تكون أهواؤه تبعًا لما جاء به الاسلام.

 وتكررت “الصدقة” ومشتقاتها في القرآن الكريم أكثر من مائة وخمسين مرة تشمل صدق العمل من خلال دفع المال للمستحقين، وصدق القول والعقيدة مما يدل على تركيز الاسلام على التربية الشاملة الصادقة وبناء الفرد بناءً سليمًا متكاملاً.

أما الزكاة في السنة:

لم يفصل القرآن الكريم كيفية أداء الزكاة والأصناف التي تجب فيها، وشروطها وأركانها بل ترك كل ذلك للسنة النبوية المشرفة التي بينتها أجمل بيان وطبقها الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة وجعلها الشريان الاقتصادي للدولة الاسلامية الأولى، لذلك نجد أحاديث كثيرة في هذا المجال.


([1]) سورة الشمس / الآية 9

([2]) سورة التوبة / الآية 103

([3]) سورة البقرة / الآية 151

([4]) سورة الجمعة / الآية 2

([5]) سورة الأعلى / الآية 14

([6]) سورة الليل / الآية 18

آخر الفتاوى